الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا السبيل لتمييز الدعاة وأهل العلم الذين يؤخذ منهم العلم وينتفع بدعوتهم، وذلك في الفتوى رقم: 170705، وما أحيل عليه فيها من فتاوى فلتراجع.
واعلم أن الأصل إحسان الظن بالمسلمين ـ فضلا عن الدعاة وطلبة العلم ـ وحمل أقوالهم وأفعالهم على أحسن الوجوه، فالواجب الحذر من إساءة الظن بالدعاة واتهامهم بالسوء دون بينة ظاهرة، كما ننبهك إلى أن الزهد لا يستلزم ترك المباحات، وإنما العبرة بحال القلب وتعلقه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ... إذا سلم فيه القلب من الهلع واليد من العدوان كان صاحبه محمودا وإن كان معه مال عظيم، بل قد يكون مع هذا زاهدا أزهد من فقير هلوع.
ثم اعلم أن الكمال عزيز والعاقل يحرص على ما ينفعه ولا يصده عن الانتفاع بما عند العالم ما يعلم عنه من الزلات، فالحكمة ضالة المؤمن، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 93432، ورقم: 103867.
وأخيرا ننبه السائل إلى أن إعفاء اللحية واجب على الكبار والشباب، ولا رخصة خاصة للشاب في هذا الأمر.
والله أعلم.