الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان قصدك أن هذه الأوراق والكتب التي كانت عندك تصلح للاستعمال ولكنك أحرقتها، لأنه لا حاجة لك بها، فالجواب أنه لم يكن يجوز لك أن تحرقها؛ لما في ذلك من إضاعة المال، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال. متفق عليه.
وكان عليك أن تحتفظ بها أو تعطيها لمن ينتفع بها.. وما دمت قد حرقتها فإن عليك أن تتوب إلى الله وتستغفره، وإن كان قصدك أنها لا تصلح للاستعمال وأنك أردت التخلص منها بالحرق فجمعت بين أوراق القرآن الكريم وأوراق الصور.. قبل حرقها، فإننا لا نرى عليك حرجا في ذلك طالما أن الأوراق كلها طاهرة وليس فيها قذر، وقد يكون من الأفضل أن يحرق كل منهما وحده تعظيما لحرمة القرآن، فقد قال الله تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ {الحج:30}.
ولا حرج عليك بعد ذلك في دفنهما بعد الحرق في مكان واحد، لأن الحروف قد ذهبت وانتهت بالحرق، وانظر الفتوى رقم: 134486.
والله أعلم.