الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يفرج عن إخواننا في العراق وأن يصلح أمور المسلمين جميعا، واعلم أنه لا يجوز التجنس بجنسية دولة كافرة ما لم تكن هناك ضرورة أو مصلحة شرعية راجحة تدعو إلى ذلك، كأن يضيق على مسلم في بلده بغير حق، ولا يجد بلدا مسلما يأوي إليه، وتقدم بسط ذلك في الفتويين التاليتين: 44653، 26795.
فإذا كان حالك كما ذكرت من حال الضرورة ولم تجد بلدا مسلما يستقبلك وكنت تستطيع أن تحافظ على دينك فلا حرج ـ إن شاء الله ـ عليك في التجنس بجنسية أمريكا بنية الإقامة بها مؤقتا حتى تتمكن من الإقامة ببلد مسلم، وقد سئل الشيخ عبد الله بن جبرين ـ رحمه الله: ما حكم الحصول على الجنسية الكافرة؟. فأجاب بقوله: من اضطر إلى طلب جنسية دولة كافرة كمطارد من بلده ولم يجد مأوى فيجوز له ذلك بشرط أن يظهر دينه، ويكون متمكنا من أداء الشعائر الدينية، وأما الحصول على الجنسية من أجل مصلحة دنيوية محضة، فلا أرى جوازه. اهـ.
وأما عن القسم المذكور فيجوز في حال الضرورة المبيحة لأخذ جنسيتهم، ويتعين على المسلم أن ينوي قصر الولاء على ولاء مسلميهم، والسعي في مصلحة البلد بهداية أهله ودخولهم في الإسلام.
والله أعلم.