الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي.
وعلى هذا، إذا كان الزوج يتمتع بصفات الدين والخلق، فينبغي ألا يرد بسبب الفارق التعليمي، لأن التقارب في المستوى التعليمي إن وجد فحسن، وإن لم يوجد فلا يؤثر ذلك في الحياة الزوجية إذا كان الارتباط على أساس الدين، وللمزيد من الفائدة راجعي في ذلك الفتوى رقم: 98561.
فليس لأبيك الامتناع من تزويجك ممن رضيت دينه وخلقه، ورغبت في نكاحه، وامتناعه إذا كان لمجرد تدني مستواه التعليمي فهذا يبيح لك رفع أمرك للحاكم أو من ينوبه ليلزم أباك بتزويجك، أو يعين غيره من الأولياء، أو يتولى هو ذلك فيعقد لك، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من رفض صاحب الدين والخلق، كما سبق في الحديث الشريف... قال: يا رسول الله؛ وإن كان ما فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات. رواه الترمذي.
ولا يعد هذا من العقوق، كما أن رفضك للزواج بمن لا يصلي لا يعد من العقوق لأبيك، والذي ننصحك به هو محاولة إقناع أبيك بقبول الخاطب، ولو استعنت بمن يمكنه التأثير عليه فهو أولى، وعليك أن تكثري من الدعاء بأن يفرج الله عنك هذا الأمر، ويهدي والدك إلى القيام بما فيه صالحك ومنفعتك في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.