الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي العلم أولا بأن من أكره على فعل يتعلق بالغير كالقتل -مثلا- فلا يجوز الإقدام على تنفيذ هذا الفعل، ولا يعتبر الإكراه في هذه الحالة رافعا للتكليف، كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 65639. وسواء في ذلك تهديد الشخص بقتله أو بقتل عائلته.
والأولى في هذه الحالة السعي في الصلح، فإن لم يتم ذلك ينبغي رفع الأمر إلى الجهات المسؤولة لتأخذ على يد الظالم المعتدي وتوقفه عند حده، فإن الله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن؛ كما قال عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وأما الانتحار فلا يجوز للمسلم الإقدام عليه على كل حال، وهو لا يحل مشكلة، وما ذكر من التهديد لا يسوغ الإقدام عليه، ففي الانتحار خسران الدنيا والآخرة وغضب العزيز الجبار، ويراجع في الوعيد الوارد بخصوصه الفتوى رقم: 10397.
والله أعلم.