الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة ذات دين وخلق فلا بأس بأن تستمر في محاولة إقناع والدها للموافقة على زواجها منك، وعليك بالدعاء والاستعانة برب الأرض والسماء، فهو سبحانه بيده قلوب العباد يقلبها كيف يشاء، وهو سبحانه أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
فاحرص على التزام الدعاء والإتيان بآدابه، فذلك أرجى للإجابة، وراجع آداب الدعاء بالفتوى رقم: 119608.
ويمكنك أيضا أن تسلط عليه بعض المقربين عنده من أولي الفضل ومن ترجو أن يكون قوله مقبولا عنده، فإن وافق على الزواج منها فبها ونعمت وذاك المطلوب، وإن أصر على الرفض فدعها وابحث عن غيرها، فالنساء كثير، وقد لا يكون في زواجك منها خير لك، وتذكر قول الله تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
وقوله سبحانه: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.
واحرص على أن تقطع كل علاقة لك بها، فإنها أجنبية عنك، وإذا تعلق قلبك بها فالعلاج ما ذكرناه في الفتوى رقم: 9360.
وننبه إلى أنه لا يحل للولي منع موليته من الزواج من الكفء إذا تقدم للزواج منها، ورضيت به، كما بينا بالفتوى رقم: 147289.
والله أعلم.