الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العشق داء عظيم وبلاء أليم وخاصة فيما أنت فيه، فنسأل الله تعالى أن يشفيك منه، وإذا كان الأمر لا كسب لك فيه وتكرهه وتتمنى أن لا يكون -كما ذكرت- فنرجو أن لا يكون عليك إثم بمجرده وأن لا يكون من العقوق.
ثم لتعلم أن العادة السرية ـ الاستمناء ـ حرام، ومما يزيد حرمتها وقبحها أنك تتخيل فيها زوجة أبيك التي هي في مقام أمك، والاستمناء بالتفكير إن كان في ذات محرم فهو محرم، بل إنه من جملة الزنا، كما في الصحيحين وغيرهما: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. وهذا لفظ مسلم.
وفي لفظ لابن حبان في صحيحه: والقلب زناه التمني.
وانظر فتوانا رقم: 10666.
فاتق الله في نفسك وجاهدها على دفع هذا العشق واستعن بخالقها على علاجها من دائها، ولتكن على حذر من الخلوة بهذه المرأة، ولتعاملها كأنها أجنبية عنك، قال ابن تيمية: كَمَا اتَّفَقُوا عَلَى تَحْرِيمِ النَّظَرِ إلَى الْأَجْنَبِيَّةِ وَذَوَاتِ الْمَحَارِمِ بِشَهْوَةِ. انتهى.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتويين رقم: 15558، ورقم: 9360.
والله أعلم.