الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى ما جعل الشرع من مكانة للأم, وما لها من حق على ولدها في البر بها والإحسان إليها، وقد وردت بذلك كثير من النصوص، وسبق بالفتوى رقم 144621 ذكر جملة منها فراجعها, فاحرصوا على البر بأمكم, وعدم التقصير في حقها، وإن كانت قد سبقت منها إساءة إليكم وتقصير في حقكم فليس لكم معاملتها بالمثل، بل يجب عليكم الإحسان إليها, وإن أساءت إليكم، وانظر الفتوى رقم 21916.
فنوصيكم بالصبر عليها, فعاقبة الصبر خير في الدنيا والآخرة، وراجع في فضائل الصبر الفتوى رقم 18103.
وأما تمني موتها فلا يجوز, وهو نوع من العقوق. وإن كنت تضيق ذرعًا بمتاعبها فتذكر ما تعبت به حين حملتك في بطنها، وما قد تكون عانت منه من أمراض أو سهر ونحو ذلك, ثم إنه ما يدريكم فقد تكون فعلا مصابة بمرض نفسي تُعذَر به فيما قد يصدر منها من تصرفات وأذية للآخرين.
ولا شك في أنه لا يلزم زوجتك خدمة أمك، وقيامها بذلك دليل على كريم خلقها، ولا ينبغي لها أن تحرم نفسها هذا الخير والثواب الجزيل بسبب ما حدث بينها وبين خالتك من مشكلة.
وننبه هنا إلى أنها إذا كانت قد تحتاج إلى من يقوم بنظافتها على حال يقتضي الاطلاع على عورتها، فلا يجوز أن يقوم بذلك أحد من ابنيها إلا لضرورة، وتراجع الفتوى رقم 65073.
والله أعلم.