ما يهدى للولد أو يوهب له هو ملك له كسائر ماله وليس ملكا لأبويه

18-10-2012 | إسلام ويب

السؤال:
لدي مبلغ من المال على شكل ذهب قد أهدي إلي بعد نجاحي، وذات يوم مرت إحدى صديقاتي بأزمة مالية خانقة فأعطيتها ما أملك من الذهب على أساس أنه لي وأنه أهدي لي، دون علم أهلي، وأنا معتادة أن أخفي ذهبي عند أمي، ومن صعوبة الموقف الذي مرت به أختي في الله لم أحسب حسابا لعلم أمي بالموضوع، وحين علمت أمي أصبحت تشك بمن حولي من عماتي ولكنها شكت بي بشكل كبير ولم يحصل أي شجار لكونها تشك بأنني من أخذه ـ حسب اعتقادي ـ فما هو الحكم الخاص بفعلتي؟ علما بأنها جاءت دون وعي فقط تأثرا بأزمة أختي الخانقة، وأمي تعتقد أن كل ما يهدى إلي هو من حقها وملكها، لأن الناس يجاملونها وليس لأجلي، وإن كنت ظالمة فكيف أزيل ما وقع مني من ظلم؟ أرجوك أريد إجابة، فقلبي يحترق جدا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما تعتقده هذه الأم غير صحيح، فإن ما يهدى للولد من هدية، أو يوهب له من هبة، هو ملك له كسائر ماله، وليس ملكا لأبويه، ولا لهما التصرف فيه إلا بضوابط الشرع المعروفة، والمبينة في محلها، وتصرف الولد البالغ الرشيد في ماله تصرف ماض، بل وحتى لو تصرف قبل البلوغ والرشد وأمضاه بعدهما فهو لازم، وبناء عليه فإن تصرفك في هذا المال المهدى إليك تصرف ماض، إن كنت فعلت ذلك وأنت بالغة رشيدة، ولسنا نعني بما ذكرنا من كون هذه الهدية ملكا لك وتصرفك فيها ماض، أنه لا يراعى فيها شعور الأم، بل رضى الأم ـ في غير المعصية ـ من أرجى أعمال البر، فقد كان الأولى بك أن تتوخي في أخذ هذا الذهب طريقة أبعد عن دواعي الريبة، وإلصاق التهمة بالبريء، ولو أخبرت أمك اليوم بما كان قد حصل في أمر هذا الذهب، التماسا لرضاها، ولعلها تستمح من أساءت به الظن، أو تستغفر له، كان أولى وأقرب إلى الصواب، وبالجملة فليس عليك ـ إن شاء الله تعالى ـ إثم في هذا التصرف.

والله أعلم.

www.islamweb.net