الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن الوسوسة من شر الأدواء التي متى تسلطت على العبد أفسدت دينه ودنياه، ولا علاج للوساوس أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم 51601, ثم اعلمي أن الإفرازات الخارجة من فرج المرأة تنقسم إلى أقسام: فمنها رطوبات الفرج, وهي إفرازات عادية معروفة، وهذه الإفرازات طاهرة لكنها ناقضة للوضوء، والظاهر أن عامة ما ترينه من الإفرازات هو من رطوبات الفرج.
وأما ما يخرج عند الملاعبة ونحوها بلذة: فهو المذي، وهو نجس موجب للوضوء.
وأما المني: فإنه يخرج عند اشتداد الشهوة بشهوة, ويعقب خروجه فتور في البدن، وراجعي الفتوى رقم 110928 لبيان أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة وحكم كل منها، ولبيان الفرق بين مني المرأة ومذيها انظري الفتوى رقم 128091 ورقم 131658 وإذا شككت في الخارج هل هو مني أو مذي فإنك تتخيرين فتجعلين له حكم ما شئت منهما كما هو مذهب الشافعية، وانظري الفتوى رقم 64005 وبهذه القواعد التي ذكرناها لك تزول عنك الإشكالات، فإذا تيقنت أنه قد خرج منك مني وجب عليك الغسل، وإذا تيقنت أنه قد خرج منك مذي وجب عليك الوضوء وتطهير ما أصاب بدنك وثوبك منه، وإذا تيقنت أنه من رطوبات الفرج فإنك تتوضئين فقط، وإن شككت في الخارج فإنك تتخيرين كما ذكرنا، وإن كنت مصابة بالسلس بحيث لا يتوقف خروج هذه الإفرازات فإنك تتوضئين بعد دخول الوقت وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت.
وأما الصلاة التي تركتها فقد أخطأت بذلك, وأثمت بترك الصلاة، ولكن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا تبت إلى الله توبة نصوحًا قبِل الله توبتك, وأقال عثرتك، فأحسني ظنك بربك تعالى, وأقبلي عليه, واجتهدي في مراضيه, واسعي في التخلص من هذه الوساوس - نسأل الله لك الشفاء والعافية -.
وأما قضاء تلك الصلوات التي تركتها فهو محل خلاف بين العلماء، والأحوط أن تقضيها إبراء للذمة بيقين, وخروجا من الخلاف، فإن القول بوجوب القضاء هو قول الجمهور.
والله أعلم.