الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نود أن نلفت النظر أولاً إلى أنه ينبغي للفتاة أن لا ترتضي غير ذي الدين والخلق خاطبًا لها، فإن صاحب الدين والخلق أحرص على أن يكون زواجه موافقًا لمقتضى الشرع, وخاليًا عن المعاصي والمنكرات، وهو بذلك يغنيها عناء التفكير والخشية من أن يحدث شيء من ذلك في زواجها، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -:" إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه......الحديث", فإذا كان خاطبك من هذا الصنف فالحمد لله.
وبكل حال: يمكنك أن تشترطي على خاطبك أن لا يشتمل الزواج على منكرات، فإن ارتضى ذلك فبها ونعمت، وإن أصر على فعلها فلا نرى لك الرضا به.
وننبه إلى أمر مهم وهو الاستشارة والاستخارة في هذه الأمور، فذلك من دواعي التوفيق، وصدق من قال: ما خاب من استخار ولا ندم من استشار, وراجعي الفتوى رقم 19333.
وننبه أيضًا إلى ضرورة الحذر من أن تنقلب تلك التخوفات إلى وساوس وخواطر ترد الفتاة بها الخطاب لأدنى سبب، فهذا قد تكون له عواقب سيئة، ومن ذلك أن يجبن الشباب عن الإقدام على خطبتها فتصبح بعدها عانسًا لا زوج لها.
والله أعلم.