الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يطهر قلبك من الرياء والنفاق، ولسانك من الغيبة والنميمة، وأن يتقبل الله منا ومنك صالح العمل، وأن يثيبك على الصبر الجميل، وأن يشكر لك المسعى الحسن، وأن يعينك على ما فيه صلاح الدنيا والأخرى، إنه سبحانه كريم ولي مجيب.
هذا؛ وقد بينا في الفتوى رقم: 26050، والفتوى رقم: 49762، ما يجب على الزوج تجاه ما يحصل بين زوجته وأهله، وما ينبغي أن يكون عليه في ذلك من الإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه دون ميل إلى طرف، أو حيف على طرف.
كما بينا في الفتوى رقم:33290، أنه لا يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها شرعاً، ولكن ينبغي ذلك إحساناً إلى الزوج وتطييباً لخاطره،
كما سبق أن بينا حكم غياب الزوج عن زوجته دون إذنها, وذكرنا أمد الغياب وشرطه في الفتوى 125105، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 183131، أنه إذا كان المسكن موحشا تتضرر المرأة بالمبيت فيه فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أن الواجب على الزوج أن يأتي لزوجته بمؤنسة تبيت معها, فانظري كل تلك الفتاوى المحال عليها, فإن فيها بالتفصيل بيان ما يشكل من أمر العلاقة الزوجية في هذا الصدد.
وبالجملة: فالذي ننصحك به أن تطوي صفحة تلك الأوقات التي خلت بحلوها ومرها فتسامحي من أساء إليك منهم, فالعفو أقرب للتقوى، وتستسمحي من أسأت إليه قبل فوات الأوان، ثم لا تغتابي أهل زوجك، ولا تذكريهم عند أحد بسوء، فالغيبة أيًّا كانت معول هدم، وليست وسيلة بناء، وأخيرًا نوصيك أن تعضي بالنواجذ على ما أنت عليه من صبر، واحتمال للأذى، وسلامة صدر.
والله أعلم.