الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام المسلم معتقدا بطلان دينهم، وأنهم كفار ولا يقبل منهم غير دين الإسلام، فهذا كاف، ولا يجب على المسلم أن يسب أحداً ولا أن يسب دينه، هذا من حيث الوجوب. أما من حيث الجواز فإن في ذلك تفصيلا، فإن كان القصد بدين النصارى الدين الذي جاء به عيسى عليه السلام، فإن ذلك لا يجوز، بل هو كفر، ولا يجوز سب أي دين من الأديان التي جاء بها الأنبياء السابقون، فالدين الذي جاء به الأنبياء جمعيا واحد، والمسلمون يؤمنون بجميع الأنبياء؛ كما قال تعالى: آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ {البقرة: 185}.
أما إن كان القصد بالدين ما أحدثه النصارى من التحريف والتبديل، والشرك، والخزعبلات، فهذا لا مانع من سبه، ووصف أصحابه بالشرك والكفر، ما لم يؤد ذلك إلى سب ديننا، فقد قال الله عز وجل: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ {المائدة: 73}.
وانظر فتوانا رقم: 125955.
ونسأل الله لنا ولك السداد وحسن الخاتمة، وأن يتوفانا على الصراط المستقيم الذي يرضي الله عنا.
والله أعلم.