الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يزيدك حرصا على الخير وأن يتقبل توبتك، واعلم أن التوبة الصادقة تمحو الإثم ـ بإذن الله تعالى ـ فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا كنت بذلت وسعك في مداواة المرضى بحسب علمك واطلاعك فلا شيء عليك، وأما من تعلم أنك قصرت في تطبيبه، أو أضررت به بكتابتك له ما لا يحتاج إليه من تحاليل ونحوها، فعليك أن ترد إليه ما أخذته منه من المال، ولا يلزمك أن تخبره بما حصل، بل يسعك أن ترد إليه ما أخذته بأي طريق، وانظر الفتوى رقم: 139763
والواجب عليك رد جميع ما أخذته بغير وجه حق، سواء ما انتفعت به أنت أو ما دفعته إلى صاحبك، ثم إن شئت أن ترجع بهذا المال على صاحبك بعد أن تبين له حقيقة الحال فلك هذا، ومن عجزت عن الوصول إليه من أصحاب الحقوق فإنك تتصدق بما في ذمتك له على الفقراء والمساكين، وإن عجزت عن معرفة ما يلزمك فإنك تتحرى وتدفع ما يحصل لك به اليقين أو غلبة الظن ببراءة ذمتك، فإن هذا هو ما تقدر عليه، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
والله أعلم.