الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يثيبك خيرا، وأن يوفقك دائما إلى نشر دينه والدعوة إليه وأن يتقبل ذلك منك، ولا شك في أن الدعوة إلى الله لها فضل عظيم وثواب جزيل، وقد ضمنا الفتويين رقم: 21517، ورقم: 37677، بعض النصوص الدالة على فضل الدعوة إلى الله فلتراجع.
وإن كانت هذه الفتاة قد أسلمت، وحسن إسلامها واستقام حالها، وأمكن زواجك منها، فذلك أمر حسن تنال به الأجر العظيم بإذن الله تعالى، وابحث عن سبيل لإقناع والدتك، واشفع إليها بمن له وجاهة عندها، فإن وافقت فالحمد لله، وإن أصرت على الرفض، ولم يكن لاعتراضها ما يسوغه شرعا، جاز لك الزواج ولو من غير رضاها، واجتهد بعد ذلك في محاولة كسب ودها وانظر الفتوى رقم: 76303، وهي في ضوابط طاعة الوالدين.
ولا حرج عليك في كتمان أمر الزواج عن أمك، ولكن قد يكون إعلامها بالأمر من أول وهلة، ومواجهتها بالأمر الواقع أفضل فوازن بين الأمرين، واعمل بما يغلب على الظن رجحانه، واستشر في ذلك بعض الثقات الناصحين، وفي نهاية المطاف إن تيسر لك الزواج منها فذاك، وإلا فاقطع كل علاقة لك معها حذرا من أسباب الفتنة، ولا بأس بأن تبحث لها عن رجل صالح يتزوجها.
والله أعلم.