الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عليكما أن تتوبا إلى الله تعالى مما فعلتما من محاولة إسقاط هذه النطفة وإفسادها، لأن الراجح أن المني إذا اشتمل عليه الرحم لا يجوز السعي في إسقاطه، إلا إذا كان في تركه ضررا محققا على الأم.
قال الدردير في شرحه على خليل: لا يجوز إخراج المني المتكون في الرحم ولو قبل الأربعين يوماً، وإذا نفخت فيه الروح حرم إجماعاً.
فأخلصا التوبة إلى الله عز وجل بالندم الصادق، وعدم العزم على العود إلى هذا الفعل مرة أخرى، واستغفراه، فإنه سبحانه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 29785
وليس عليكما دية ولا كفارة فيما فعلتما، لأن الجنين قبل التخلق لا دية فيه ولا كفارة، وراجع الفتوى رقم: 19113.
وإما إسقاط الأم لهذه النطفة بعد أن صارت لا تنبض، وصار بقاؤها محض ضرر عليها، فهو جائز، بل واجب حفظا للنفس إذا خافت على نفسها منها الهلاك، أو الأذى الشديد.
والله أعلم.