الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتمّ عليك نعمته، وأن يجعلك سبب هداية لأسرتك، فلا شكّ أنّ المؤمن يحبّ الهداية للناس جميعاً، وأولى الناس بذلك أهله وعشيرته، لكنّ الهداية أمرها بيد الله وحده، وما على العبد إلّا بذل الوسع في النصح والدعاء، قال تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. [القصص : 56]
وقال تعالى : لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ .. [البقرة : 272].
واعلم أنّ الدعوة تحتاج إلى الحكمة والصبر، والحذر من اليأس أو تعجّل النتائج، ومن أعظم وسائلها الاستعانة بالله، والإحسان إلى المدعو، والإلحاح في الدعاء له بظهر الغيب، واحذر من استعجال نتيجة الدعاء وترك الدعاء يأسا من الإجابة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي. متفق عليه.
وننصحك أن تجتهد في بر والديك والإحسان إليهما، وإلى عمتك، مع مداومة النصح لهم برفق ولين، وتخيّر الوقت المناسب والأسلوب الملائم، ويمكنك الاستعانة ببعض الدعاة الصالحين في بلدكم، والاستفادة من الوسائل الحديثة كالفضائيات والانترنت، فإن أسلم أهلك فالحمد لله، وإلا ففوض الأمر لله تعالى، وتسل بمن سبق من الأنبياء ممن دعوا أهليهم إلى الإيمان فلم يستجيبوا لهم كنوح حين دعا ابنه، وإبراهيم حين دعا أباه، ومحمد - صلى الله عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين - حين دعا عمه أبا طالب . وراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 59074 ، 28335 ، 7583 ، 21363 ، 111700
والله أعلم.