الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعنى فتوى شيخ الإسلام واضح، فالأنبياء معصومون من الكبائر دون الصغائر، فقد يقع أحدهم في صغيرة ولكن الله تعالى يوفقه للتوبة، وقد سبق لنا بيان ذلك في عدة فتاوى، منها هاتان الفتويان: 6901، 29447.
ثم إن شيخ الإسلام إنما حكم بكفر غلاة الرافضة والإسماعيلية، فقد قال قبل الكلام الذي نقله السائل: أول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقا وأعظمهم قولا لذلك: الرافضة، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل. وينقلون ذلك إلى من يعتقدون إمامته، وقالوا بعصمة علي، والاثني عشر. ثم الإسماعيلية .. كانوا هم وأتباعهم يقولون بمثل هذه العصمة لأئمتهم ونحوهم مع كونهم كما قال فيهم أبو حامد الغزالي - في كتابه الذي صنفه في الرد عليهم - قال: ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض .. اهـ.
وأما غيرهم ممن يكفر من جوَّز الصغائر على الأنبياء، فلم يحكم بكفرهم مطلقا، بل قال: فمن كفر القائلين بتجويز الصغائر عليهم كان مضاهيا لهؤلاء ... فالمكفر بمثل ذلك يستتاب، فإن تاب وإلا عوقب على ذلك عقوبة تردعه وأمثاله عن مثل هذا، إلا أن يظهر منه ما يقتضي كفره وزندقته فيكون حكمه حكم أمثاله. اهـ.
فلم يكفره إلا إن ظهر منه ما يقتضي كفره وزندقته !! فتأمل.
ثم إننا نكرر ما سبق أن ذكرناه للأخ السائل من البعد عن الوسوسة في مسائل الكفر ونحوها.
والله أعلم.