الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلنا تحفظ على قولك: تشدد السلفيين. وذلك أن العقيدة الحقة الصحيحة هي ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها، من الصحابة والتابعين، وتابعيهم بإحسان، فليس لأحد أن يعتقد خلاف ما كانوا عليه، لأنهم كانوا على الهدى المستقيم. قال الله: فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْ ا{البقرة:137}. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بتفرق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، وبين أن الفرقة الناجية هي الجماعة، وفي رواية: هي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي.
هذا ومسألة الفتنة وما دار بين الصحابة الأخيار من اقتتال، قد استقر منهج أهل السنة فيها على الكف عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم، والترضي عنهم جميعا، والقطع بأن ما وقع بينهم كان باجتهاد، للمصيب فيه أجران، وللمخطئ أجر، وكلهم كان مريدا للحق والخير، ولو قدر أنه كانت بعض ذنوب فإنها مغمورة بجنب فضائلهم ومناقبهم، ويعرفون الفضل للفاضل ولا يبخسونه منزلته، ويعلمون أن كثيرا مما روي في هذه الفتنة غير صحيح، ومنه ما حرف عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون أو مأجورون رضي الله عنهم وأرضاهم، وانظر للأهمية الفتوى رقم: 184243
وأما الكتب المؤلفة في هذا الباب فهي كثيرة، وقد أشرنا إلى أمثلها فيما نرى في الفتوى رقم: 170037 فانظرها.
والله أعلم.