الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الأثر ذكره ابن العربي رحمه الله في أحكام القرآن وعنه القرطبي في التفسير والتذكرة عن ابن وهب عن مالك هكذا، وقال القاضي أبو بكر: غريب. وذكره ابن كثير في النهاية ونقل حكم القاضي ابن العربي عليه بالغرابة ولم يتعقبه ولا ذكر من تكلم عليه غيره. ولم نقف على هذا الأثر مرويا من طريق أخرى، ولا ذكر من نسبوه إلى مالك عمن أخذه مالك رحمه الله، ومن المعلوم أنه لم يدرك أسماء رضي الله عنها، والذي يظن بالزبير رضي الله عنه عدم صدور هذا الفعل منه فإنه هو هو في التقوى والورع، ولئن صحت نسبة شيء من ذلك إلى حواري النبي صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام رضي الله عنه فلا يكون هذا من السعي المشكور، بل هو من السعي المغفور -إن شاء الله- والذي لا يُقتَدى به فيه، فإن أحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.