الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس لدينا ما يجزم به في الحكم على ما بهذه الزميلة هل بسبب أكلها للمال الخبيث والبيئة التي عاشت فيها وسوء تربيتها أو لسبب آخر ، وقد سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 38599 ، أن انتفاع الأبناء بمال أبيهم المحرم له حالان:
1 - أن يكونوا صغارا أو عاجزين عن الكسب فلا حرج عليهم في ذلك، لأنهم بمنزلة المضطر.
2 - أن يستغنوا عنه بالقدرة على الكسب فلا يجوز لهم الانتفاع به لزوال الضرورة .
وعلى هذا فإذا كانت هذه الزميلة قد أكلت هذا المال الحرام في الصغر والاضطرار فلا يلحقها من ذلك إثم، وإن كانت قد أكلته غير مضطرة فعليها في ذلك ما في أكل المال الحرام. فذكريها بالتوبة إلى الله من فعلها وبوجوب الكف إن كانت لا تزال متلبسة بأكله، وبيني لها خطر المال الحرام وضرره على دين المرء ودنياه ومحقه للبركة من عمره وماله.
وعليك أيضا أن تواصلي سعيك في نصحها وتحذيرها مما هي عليه من خلق ذميم، وذكريها بما أوعد به في الكذب والوقيعة بين الناس، وليكن كل ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا تستعجلي منها الاستجابة، ولك في هذا - إن شاء الله - عظيم المثوبة.
وراجعي للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 26391 / 6710 / 36984 / 117695 .
والله أعلم.