الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مما يجب على المسلم اعتقاده، أن الله تعالى ختم رسله بمحمد صلى الله عليه وسلم- فلا رسول بعده؛ قال الله تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ. [الأحزاب:40].
وقال ابن أبي زيد المالكي في عقيدته: ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد نبيه -صلى الله عليه وسلم-؛ فجعله آخر المرسلين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وأنزل عليه كتابه الحكيم، وشرح به دينه القويم، وهدى به الصراط المستقيم. فلا رسول بعده ولا نبي، وكل من قال بخلاف ذلك فهو كذاب، مخالف لعقيدة الإسلام والمسلمين. وهذا من المعلوم بالضرورة عند المسلمين.
ولعل القائل للمقالة المذكورة إنما يقصد بذلك أن كل المسلمين ينبغي أن يكونوا حملة لرسالة نبيهم؛ لأنهم مكلفون بالدعوة إلى الله تعالى، وتبليغ رسالته بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى مخاطبا لنبيه صلى الله عليه وسلم: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ {يوسف:108}. وكما أمر صلى الله عليه وسلم-المسلمين بقوله: بلغوا عني ولو آية. رواه البخاري. وبقوله كما في الصحيحين: ليبلغ الشاهد منكم الغائب. وبقوله كما في السنن: نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه. صححه الألباني.
والذي ننصح به -في هذا المقام بعد تقوى الله تعالى- هو أن تسمى الأشياء بأسمائها الحقيقية؛ وترك الألفاظ المشتبهة فيقال: المسلمون دعاة إلى الله تعالى، أو المسلمون حملة رسالة الله إلى عباده.
والله أعلم.