الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه المقولة ليست بحديث، وإنما هي من الإسرائيليات، فلا يصح الاستدلال بها على المنع من الدعاء بأمر الدنيا، فقد دلت النصوص الثابتة على مشروعية سؤال الله عز وجل من خير الدنيا والآخرة، قال سبحانه: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {البقرة:201}، وعن أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. أخرجه البخاري ومسلم.
قال ابن كثير: فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا، وصرفت كل شر، فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيء، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا. اهـ.
وعن أنس، عن أم سليم، أنها قالت: يا رسول الله، أنس خادمك، ادع الله له، قال: اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيما أعطيته. أخرجه البخاري، وبوب عليه: باب الدعاء بكثرة المال مع البركة.
والله أعلم.