الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإحساس بخروج هذه الغازات من أثر الوسواس الذي تعانين منه فلا تلتفتي إليها، ولا تقطعي الصلاة، ولا تعيدها لأجلها، بل أعرضي عنها فإنها خيالات يلقيها الشيطان في قلبك ليفسد عليك عبادتك، وعلاج ذلك في الإعراض عنه، فإن الالتفات إلى الوسوسة يفتح أبواب الشر، ويسبب المشقة والحرج، وهما مرفوعان عن هذه الأمة والحمد لله، وانظري الفتوى رقم: 134196. والفتوى رقم: 151647، لمزيد الفائدة.
ومن أثر الوسواس الإطالة في دورة المياه زيادة على الحاجة فلا ينبغي ذلك، بل الذي ينبغي بعد قضاء الحاجة هوالاستنجاء بصورة طبيعية، ثم الانصراف دون طول المكث لغير حاجة لما قد يترتب على ذلك من مخاطر صحية.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: وطول المكث على قضاء الحاجة يولد الداء الدوي. انتهى.
وإذا تم الاستنجاء فلا يشرع التفتيش ولا التكلف، لأن ذلك يوقع في الحرج والضيق، والله عز وجل لم يكلف بذلك ولا يرضاه للمسلم، فاتقي الله وأعرضي عن وساوس الشيطان، وانظري للفائدة الفتوى رقم: 124212.
ومن أثر الوسواس كثرة الشك في القراءة، وإعادة سورة الفاتحة والخوف من النسيان، وحمل المصحف مع حفظ السورة. كل ذلك من الوسواس فيتعين عليك الإعراض عنه جملة، ثم المضي في الصلاة والقراءة بصورة عادية، ولا تعيدي قراءة شيء لمجرد الوسوسة، واعتبري قراءتك صحيحة, لأن الشك المذكور وسواس من الشيطان ليفسد عليك صلاتك، وأحسن علاج له ألا يلتفت إليه إطلاقاً، والعلماء يقولون: لا عبرة بشك من كثرت شكوكه، وانظري الفتوى رقم: 73810.
والله أعلم.