الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخوف من النفاق أمر حسن، وقد كان هذا من علامات الصالحين وسيما المتقين، ولكن لا بد من أن يكون هذا الخوف مصحوبا برجاء رحمة الله وحسن الظن به تعالى، وانظر الفتوى رقم: 170249.
فعليك أن تقبل على ربك بإخلاص وصدق، واعلم أنه تعالى لا يرد من أقبل عليه وأناب إليه، وأكثر من الفكر في الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، وتفكر في أسماء الرب تعالى وصفاته، واستحضر اطلاعه عليك وإحاطته بك، وأنه أقرب إليك من نفسك التي بين جنبيك، فإن كل هذا يكسبك رقة في قلبك وخشوعا ووجلا ومزيدا من الخوف من الله تعالى، وأحسن ظنك بربك ولا تقنط من رحمته، وادعه والجأ إليه في صلاح قلبك فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه تعالى يقلبها كيف يشاء، واصحب الصالحين وأكثر من الذكر وتعلم العلم الشرعي، وأكثر من تذكر ذنوبك تذكرا يبعثك على الندم، ثم أحدث لهذا التذكر توبة نصوحا وعزما صادقا على المسير في طريق الاستقامة، واعلم أن العبد مهما جاهد نفسه في مرضات الله تعالى وطاعته فإن الله يعينه ويمن عليه بالتوفيق، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}، وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه.
والله أعلم.