الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتغطية المرأة وجهها واجب على الراجح من أقوال العلماء, كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 4470, وإذا التزمت النقاب ولبسته عند خروجك من البيت، فلا تعتبري عاصية بمخالفتك أمك في ذلك، إذ أن الطاعة إنما تكون في المعروف، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما ثبتت بذلك السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانظري الفتوى رقم: 18181.
ومن الأفضل في هذه الحالة لزوم البيت وعدم الخروج منه إلا لأمر لا بد لك منه، خاصة وأن الأصل قرار المرأة في بيتها؛ لقوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا {الأحزاب:33}، فذلك أسلم لها وأصون لها من الفتن, هذا بالإضافة إلى أن ذلك يجنبك الصدام مع والديك, ونوصيك بالتلطف بهما, والإحسان إليهما, والاجتهاد في كسب ودهما؛ فذلك أعون لك على إقناعهما.
والله أعلم.