الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فصحيح أن الشافعي رحمه الله أملى في مصر كتبا تخالف في كثير منها ما كان أملاه بالعراق، وسبب ذلك أنه رحمه الله تجدد له من العلم بالنصوص ووجوه دلالاتها ما لم يكن عنده من قبل، وضبط من الأصول والقواعد ولاقى من العلماء ممن استفاد منهم ما حمله على تغيير قوله في كثير من المسائل، ولذا لما سئل تلميذه الإمام أحمد رحمه الله: ما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين أحب إليك أم التي عند المصريين؟، قال: عليك بالكتب التي وضعها بمصر، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها، ثم رجع إلى مصر فأحكم ذلك. ذكره البيهقي في مناقب الشافعي رحمه الله، وهذا دليل إنصافه وتجرده ونصرته للحق رحمه الله رحمة واسعة، فهو وغيره من الأئمة لا يتعصبون لقول قالوه إذا ظهر لهم الصواب في غيره، وراجع الفتوى رقم: 170905 .
والله أعلم.