هل يحق للمهندس أن يأخذ شيكا مصروفا لغيره بدعوى أن الشركة بخسته حقه

18-11-2012 | إسلام ويب

السؤال:
أنا مهندس كهرباء, عملت مع شركة مقاولات بالسعودية من شهر يناير 2009 إلى نهاية شهر أكتوبر 2011, وفي آخر المشروع كان معي شيك من الشركة باسم كهربائي فلبيني - مقاول باطن لتنفيذ أعمال الكهرباء بأحد مباني المشروع - بقيمة خمسة آلاف ريال, وكان هذا الشيك هو الدفعة النهائية من حساب هذا الكهربائي, ولكنه لم يتم عمله فاحتفظت بالشيك, وحاولت إعادته إلى الشركة عن طريق مدير المشروع, ولكن شاء الله أن يبقى معي, وبفضل الله أتممت العمل المتبقي مع اثنين من عُمّال الشركة بعد جهد جهيد, وقد حدث ما يلي:
- كان آخر راتب تقاضيته من الشركة عن شهر أغسطس 2011.
- عقدي مع الشركة ينص على بدل سكن بواقع ألفي ريال عن كل شهر.
- كنت مستأجرًا سكنًا بمدينة الجبيل بمبلغ خمسة عشر ألف ريال, وكنت أدفع 7500 ريال لكل ستة شهور.
- قبل 1/8/2011 طلبت من الشركة صرف بدل السكن, وكان المعتاد صرف 12000 كل ستة شهور؛ حتى أدفع الإيجار المستحق فلم يصرفوه لنا بحجة أن المشروع أوشك على الانتهاء والتسليم.
- طلبت من مكتب العقارات أن يسمح لي بسداد إيجار ثلاثة شهور فقط (1/8/2011 إلى 31/10/2011) لأني غير متأكد من الاستمرار في هذا السكن, وقد وافق فعلًا ودفعت مبلغ 3750 ريال قيمة إيجار 3 شهور, و200 ريال قيمة استهلاك المياه, فالإجمالي 3950 ريال.
- سافرت إجازة يوم 29/8/2011 وعدت إلى السعودية يوم 8/10/2011.
- قبل سفري للإجازة سولت لي نفسي صرف الشيك المذكور سابقًا عن طريق الكهربائي الفلبيني؛ بحيث أعطيه جزءًا من المبلغ, وآخذ الباقي عوضًا عن إيجار السكن الذي دفعته, وقد حدث بالفعل ووافق الفلبيني وأعطيته 1000ريال - ليس من حقه - وأخذت ال 4000 آلاف الباقية.
- بعد عودتي من الإجازة بتاريخ 8/10/2011 لم يكن هناك دوام منتظم, ولكن كان هناك ملاحظات بالمشروع, وكنت أذهب مع العمّال لتلافيها؛ حتى لا تعيق تسليم المشروع, وقد صرفت الشركة لي مبلغ 2900 ريال عن العمل من يوم 22/10/2011 إلى 2/11/2011.
- بحثت عن عمل جديد, ونقلت كفالتي على مكتب استشاري, وبعدها طلبت من الشركة السابقة صرف أي مستحقات مالية لي لديهم, وفعلاً صرفت الشركة مستحقاتي المالية, وكان من ضمنها 2000 ريال بدل سكن عن شهر أغسطس (8/2011) دون الاعتراف بشهري 9، 10 /2011, وأشهد الله أنهم كانوا محترمين معي في المعاملات المالية مقارنة بما أسمعه وما يحدث في شركات أخرى, وأنا كنت أصون مالهم وأعمالهم بقدر المستطاع.
- بعد ذلك حدثت لي مشاكل معظمها مالية, وخسرت فيها مبلغًا من المال لم أعهد خسارة مثله من قبل, وأحسست أن الله تعالى عاقبني على ما أخذت من قيمة الشيك المذكور سالفًا.
والآن أريد أن أرد ما أخذته، وأنا متردد هل أرد الخمسة آلاف كاملة أم أرد فقط 3050 ريال (5000 قيمة الشيك, 2000 بدل سكن 8/2011 – 3950 قيمة ما دفعته عن ثلاثة شهور, أم ماذا ترون أن أفعل؟ علمًا أن هذا الأمر يشغلني كثيرًا, وأخشى أن ألقى الله عز وجل وهو عليّ غضبان بسبب ما فعلت.
أفيدوني - أفادكم الله, وجزاكم الله خيرًا -.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالشيك المذكور في الأصل حق لمن صرف باسمه, وهو العامل, وقد لا يكون يستحقه كله, لكن يمكن أن تكون الشركة تركت حقها هبة منها له, ولذا لم تطالبه برد المبلغ أو بعضه, فتسلطك عليه دون تخويل من الشركة لا وجه له, وعلى هذا الاحتمال يلزمك دفع الآلاف الأربعة التي أخذتها من قيمة الشيك إلى العامل، ويحتمل أن يكون الشيك من حق الشركة, والعامل لا يستحق منه شيئًا وسكوت الشركة عن المطالبة باسترجاعه بعد ترك العامل لعمله إما خطأ, أو لغير ذلك من الأسباب؛ وبالتالي فعليك الرجوع إلى الشركة والاستفسار منها حول الشيك, وهل هو من حق العامل رغم كونه لم يتم عمله أم هو من حق الشركة, وحينئذ يتبين لك المستحق له فترد إليه حقه, وتتحلل من مظلمته.

وأما أنت إذا كنت تدعي حقًّا لك على الشركة فيمكنك إثباته ومطالبتها به, وقد ذكرت من حسن معاملتها ووضوحها في ذلك. 

والله أعلم.

www.islamweb.net