الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء لا يجوز لك الدعاء بأن تكون هذه الفتاة زوجة لك إن كانت قد تمت خطبتها لآخر، وركن كل منهما لصاحبه، لأن هذا يتضمن السعي في سبيل التفريق بين المخطوبة وخاطبها، وانظر الفتوى رقم: 171399.
وكان ينبغي لابنة أختك أن تعتذر إليك إن كانت لا تستطيع أن تكون سفيرا بينك وبين هذه الفتاة في خطبتها. أما وقد حصل ما حصل، وتمت خطبة هذه الفتاة، فلا تلتفت إلى ما مضى، ولا تأسى على ما فات، فقد يكون في ذلك خير لا تعلمه، الله يعلمه، وأراد بك خيرا، قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {الحديد 22 :23}، وقال سبحانه: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التغابن:11}.
قال قتادة في هذه الآية: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله، فيرضى، ويسلم.
ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 12638.
واستأنف حياتك كأن شيئا لم يكن، وابذل الأسباب في البحث عن زوجة صالحة، واستعن في ذلك بالله رب العالمين، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:....احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شىء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان.
والله أعلم.