الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالجمهور على اشتراط الولي لصحة النكاح خلافًا للإمام أبي حنيفة - رحمه الله - الذي يرى صحة تزويج المرأة الرشيدة نفسها، ومذهب الجمهور هو الراجح، وانظري الفتوى رقم: 111441؛ وعليه فإقدامك على الزواج بغير ولي حرام ولا يصح، فليس السبب في حرمته في حالتك مخالفة الوالدين فحسب, وإنما لمخالفته للشرع أيضًا، ولكن الشارع أباح لك إذا رفض والدك تزويجك من كفؤك أن ترفعي أمرك للقاضي الشرعي ليزوجك, أو يأمر وليّك بتزويجك، كما بيناه في الفتوى رقم: 79908.
مع التنبيه إلى أن الأب في الغالب أحرص الناس على اختيار الزوج الصالح لابنته, وتحصيل مصالحها في الزواج وغيره، وإذا كان المعتبر في الكفاءة بين الزوجين – على القول الراجح عندنا - هو الدين، إلا أن اعتبار التقارب بين الزوجين في الأمور الأخرى كالنسب, وغيره, أمر مطلوب, فهو أدعى لتقارب الطباع بين الزوجين, واستقامة الحال بينهما.
والله أعلم.