الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الرجل قد نعت هذه المرأة بوصف سيء غير متحقق فيها فهذا بهتان، وهو أشد حرمة وأعظم إثما من الغيبة، روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته.
وقال الخادمي في كتابه " بريقة محمودية: البهتان أشد من الغيبة. اهـ.
فالواجب على هذا الرجل التوبة إلى الله تعالى، ومن تمام توبته أن يستسمح هذه المرأة إن علمت بالأمر، وإلا اكتفى بالدعاء لها والثناء عليها خيرا عند من بهتها أمامهم. وانظري الفتوى رقم: 164051.
وننبه إلى أنه إذا اتهمها بفعل الفاحشة كان ذلك قذفا وغيبة، أما إذا لم يذكرها بالفاحشة فلا يعد ذلك قذفا، ولكنه جرم خطير كما سبق، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، ويراجع في تعريف القذف وما يترتب عليه الفتوى رقم: 93577.
والله أعلم.