الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصًا على الخير، ثم اعلم أن الواجب عليك إنما هو مناصحة أخيك بلين ورفق, وأن تبين له خطورة ما هو مقيم عليه من المعاصي, وأنه يعرض نفسه بذلك لسخط الله وعقوبته، فإذا فعلت هذا فقد أديت ما عليك, وبرئت ذمتك، ولا تأثم بجلوسك في البيت وهو نائم, وينبغي أن تجتهد في إيقاظه ليؤدي الصلاة في وقتها ما أمكن.
وأما هجرك له: فإن كان فيه انزجاره وكفه عن هذه المعاصي فهو مشروع, وليس من قطيعة الرحم، والذي ينبغي أن تفعل ما هو أصلح، فإن كان ينزجر بالهجر هجرته, وإن لم يكن يؤثر فيه الهجر فعليك بمخالطته, والترفق له, ومعاملته بالتي هي أحسن, علَّ الله أن يهديه سواء السبيل، وانظر الفتوى رقم: 157935.
واعلم أن وجوب الجماعة في المسجد مختلف فيه بين العلماء، وقد بينا ما هو الراجح عندنا في هذه المسألة في الفتوى رقم: 128394.
وينبغي لك أن تطيع أباك في الجلوس مع أخيك للأكل وغيره لما فيه من بر الوالد.
وأما التبكير للصلاة فهو مستحب, فإن أمكنك أن تقنعه بخروجك للصلاة مبكرًا فحسن, وإلا فلا ينبغي لك أن تعصيه في هذا الأمر، وانظر الفتوى رقم: 131171.
والله أعلم.