الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تنصح صاحب الشركة هذا ومن يعينه من الموظفين فيها، بأن يتقوا الله تعالى، ويتوبوا إليه من هذا العمل القبيح، والكسب الخبيث، ولا يجوز لك السكوت على هذا المنكر ولا المشاركة فيه.
وأما إصلاح البرامج التي يردها الزبائن لعيب فيها فلا باس فيه.
وإذا لم يرتدع صاحب الشركة عن غشه، ولم تستطع الإنكار عليه وتبيين العيوب للناس، فلا تحضر مجلس الغش والتزوير، وابحث عن عمل آخر، واعلم أن تركك له سبب لأن يرزقك الله خيراً منه.
وأما تصرفك في أموال الشركة بعمل برامج بدون إذن صاحبها فلا يجوز؛ ولا يجوز لك أن تعمل في أثناء دوامك لمصلحة نفسك. وأما في غير دوامك الرسمي فلا حرج أن تقصد من شئت لتعرض عليهم عملك، وتنبيه زبائن الشركة للغش الحاصل مطلوب كما تقدم .
واعلم أنه كما لا يجوز لصاحب الشركة خيانة الناس، لا يجوز لك أنت خيانته والتصرف في ماله بدون إذنه؛ لكن إذا اتفق صاحب الشركة مع الزبون على برنامج وأراد منك أن تغش فيه فلا تفعل، وافعل ما تم الاتفاق عليه صحيحا سليما، ولا تخبر صاحب الشركة، فإنك إنما تقوم بما تم الإتفاق عليه فحسب.
والله أعلم.