الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما ذكر جزء من حديث طويل رواه مسلم وغيره، وبداية الكلام ".. إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ, وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ, تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ, وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا, فَقُلْتُ: رَبِّ إِذن يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً.." الحديث, ومعنى هذا المقطع - كما قال أهل العلم - أن الله تبارك وتعالى أمر نبيه – صلى الله عليه وسلم - أن يقاتل كفار قريش ويغزوهم، وفي رواية لغير مسلم "وإن الله أمرني أن أغزو قريشا.." ووعده بالعون والنصر والتمكين.
جاء في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا علي القاري باب في ذكر الإنذار والتحذير قال: " وإن الله أمرني أن أحرق, أي: أهلك قريشًا, أي: كفارهم, فقلت: يا رب إذن يثلغوا رأسي, أي: يشدخوه ويكسروه ويتركوه بالشدخ بعد الشكل الكروي مصحفًا مثل خبزة، قال الله لنبيه: استخرجهم, أي: قريشًا, والمراد كفارهم كما أخرجوك, أي: كإخراجهم إياك جزاء وفاقًا، وإن كان بين الإخراجين بون بين؛ فإن إخراجهم إياه بالباطل, وإخراجه إياهم بالحق, واغزهم, أي: وجاهدهم.. نغزك بضم النون من أغزيته إذا جهزته للغزو وهيأت له أسبابه، وأنفق أي ما في جهدك في سبيل الله سننفق عليك, أي: نخلف عليك بدله في الدنيا والأخرى، قال تعالى: وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين"
والله أعلم.