الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، وبعد:
فإن خصال كفارة الظهار ليست مثل خصال كفارة اليمين:
فخصال كفارة الظِّهار هي: عتق رقبة مؤمنة قبل التَّماسّ، أو صيام شهرين متتابعين قبل التّماسّ كذلك، أو إطعام ستين مسكينًا.
وهي على الترتيب، بمعنى أنه لا يجوز له أن ينتقل من العتق إلى الصيام، إلا إذا عجز عن العتق، ولا ينتقل إلى الإطعام، إلا إذا عجز عن العتق والصيام، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (المجادلة:3-4).
وأما كفارة اليمين؛ فإن الإنسان يخير فيها بين ثلاثة أمور: إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم أهله، أو كسوة عشرة مساكين، أو تحرير رقبة مؤمنة، فمن لم يجد شيئًا من ذلك، صام ثلاثة أيام متتابعة، قال الله تعالى: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (المائدة:89).
والله أعلم.