الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز العمل في صيانة أجهزة تبث المنكرات والمحظورات الشرعية؛ لما في ذلك من الإعانة على الإثم والعدوان، ويجب ترك مثل هذا العمل فورًا، ولا يجوز البقاء فيه لغرض اكتساب المال, ولا اكتساب الخبرة، وقد سبق لنا بيان ذلك، وبيان حكم الراتب على مثل هذا العمل في الفتوى رقم: 142101, ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 30109.
ويستثنى من ذلك حال الضرورة، فيجوز لمن كان مضطرًا، بحيث إذا ترك عمله لم يجد ما يسد به ضروراته الأصلية له ولمن يعول؛ أن يبقى فيه بقدر ضرورته، وينتفع من راتبه بهذا القدر؛ لعموم قوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام : 119}, مع العلم بأن الضرورة تقدر بقدرها، وأنه متى تيسر أي سبيل لتحصيل هذه الضرورة لزمه ترك العمل, والضرورة هي: ما يقع المرء بسبب فقده في الهلكة، أو تلحقه مشقة لا تحتمل، أو لا يتمكن المرء معه من تحقيق الحد الأدنى من حياة الفقراء.
والله أعلم.