الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنية المرء المحرمة أو عمله المحرم، لا يحرّم عليه أن يفعل بعده فعلًا حسنًا، فمن ذهب إلى مكان ناويًا فعل الحرام وفعله، ثم حضرت الصلاة وصلى فصلاته صحيحة, وعليه الكف عن المعصية، بل فعل الحسنة بعد السيئة كفارة لها, كما قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}؛ ولذا شرع الاستغفار بعد الخطيئة كفارة لها.
ومن اشترى محرًما ودفع للبائع أكثر من الثمن فرد إليه بقية ماله فلا يحرم عليه أخذه لأنه ماله, ولم يخرج عن ملكه, ولم يكسبه بسبب محرم, فلا موجب لحرمته.
وعلى كل فما ذكرته أقرب إلى الوسوسة من الفلسفة فأعرض عنه كلما خطر لك.
والله أعلم.