الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرجو والحال ما وصفت ألا تكون داخلًا في هذا الوعيد, وألا يحبط عملك الصالح, ونرجو أن ينفعك الله تعالى بعملك الصالح في الدنيا والآخرة، وانظر الفتوى رقم: 169807, ونرجو أن تكون داخلًا في من عناهم الله تعالى بقوله: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {التوبة:102}، وننصحك بالاستمرار في الأعمال الصالحة, والاجتهاد في فعل الطاعات ما أمكن, فإن الحسنات يذهبن السيئات، ثم ننصحك بأن تجاهد نفسك مجاهدة صادقة في ترك هذا الذنب، واعلم أنك لو صدقت في اللجأ إلى الله ومجاهدة النفس فإن الله سيعينك ويوفقك, ويأخذ بناصيتك إلى طريق الاستقامة الحقة، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}، والله يقبل توبة العبد إذا تاب صادقًا وإن تكرر منه الذنب، ولا يعود إليه الذنب الذي تاب منه, وإنما يحاسب على ما يقع منه بعد ذلك، فإذا عاد إلى الذنب مرة أخرى فإن ما فعله من الذنوب قبل التوبة قد محاها الله تعالى بتوبته، وانظر الفتوى رقم: 36506 فمهما تكرر منك الذنب فلا تيأس من رحمة الله, ولا تقنط من روح الله, وكرر التوبة, واصدق اللجأ إلى ربك تعالى حتى يمنَّ عليك بالتوبة النصوح، وأما وسائل التخلص من هذه العادة المذمومة فقد ذكرناها في فتاوى كثيرة، وانظر الفتوى رقم: 191079 وما فيها من إحالات، نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحًا.
والله أعلم.