الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما عن أخذ أبي حنيفة عن جعفر الصادق، فقد ذكره غير واحد من المؤرخين.
قال البخاري في تاريخ الإسلام: حدث عنه: أبو حنيفة.
قال في الجواهر المضيئة في ترجمة جعفر: سمع منه الأئمة الأعلام نحو يحيى بن سعيد، وابن جريج، ومالك بن أنس، والثوري، وابن عيينة، وكذا أبو حنيفة كما ذكره صاحب المشكاة في أسماء رجاله فيكون من رواية الأقران.
وقال الزركلي في ترجمة جعفر أيضا: جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط ....... أخذ عنه جماعة، منهم الإمامان أبو حنيفة ومالك.
أما لماذا لم يأخذ الإمام أبو حنيفة بمنهج الإمام جعفر الصادق؟ فإن منهج أبي حنيفة وجعفر سواء، كلاهما على المنهج السليم والسلوك القويم الذي تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمله عنه أصحابه، والذي هو منهج أهل السنة والجماعة، وجعفر براء مما أُحدث بعده ونسبته إليه الطائفة المبتدعة، وليس له نهج إلا نهج جده صلى الله عليه وسلم.
وقد سبق أن بسطنا هذا المعنى في الفتوى رقم: 94222 .
والله أعلم.