الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن "تجري" تعني سرعة السير. وأما الحديث فهو يفيد سير الشمس أيضا، وهذا لا يعارض ما يذكر عن دوران الأرض كما ذكرنا في الفتوى رقم: 99520 والفتوى رقم: 56931 من أن الشمس تتحرك وتجري كما أن الأرض تتحرك وتدور، فدوران الأرض لا يناقض حركة الشمس وجريانها، فالأرض في فلك والشمس بعيدة منها وهي تدور أيضاً في فلك آخر، فالأرض تدور حول نفسها يومياً كما تدور حول الشمس في السنة مرة، فدورانها اليومي يحصل به غياب الشمس عن أجزاء من الأرض ويكون به تعاقب الليل والنهار، ودورانها السنوي يحصل به تعاقب الفصول وتغير الأحوال والطقس من حر إلى برد وصيف إلى شتاء.
وأما الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه: غزا نبي من الأنبياء ....فدنا من القرية حين صُلى العصر أو قريباً من ذلك، فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ شيئاً، فحبست عليه حتى فتح الله عليه. فهذا الحديث يوافق ما ذكرنا من حركة الشمس، وهو معجزة لهذا النبي لم تحصل لغيره كما يدل له الحديث: إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس. رواه أحمد وقال الألباني: صحيح.
والله أعلم.