الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخبر القرآن أن ملك الموت يتوفى الأنفس التي حان أجلها, كما قال تعالى: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ {السجدة:11}، وليس هذا - بحول منه وقوة - وإنما بإقدار الله له, فلا عجب إذن أن يقبض أرواح العدد الكبير المتفرق في أصقاع الأرض وفي نفس الوقت, كما أن لملك الموت أعوانًا من الملائكة في مهمته هذه, وراجع الفتوى رقم: 20657.
وأما التنجيم المذموم: فهو الاستدلال بالتشكيلات الفلكية على الحوادث السفلية، وهذا منهي عنه؛ لحديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه, وقال البغوي في شرح السنة: المنهي عنه من علوم النجوم ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث التي لم تقع، وربما تقع في مستقبل الزمان... وهذا علم استأثر الله به لا يعلمه أحد غيره، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ {لقمان: 34}, فأما ما يدرك من طريق المشاهدة من علم النجوم الذي يعرف به الزوال وجهة القبلة فغير داخل فيما نهى عنه, قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ {الأنعام: 97}.
وقال ابن تيمية: والتنجيم كالاستدلال بأحوال الفلك على الحوادث الأرضية هو من السحر، ويحرم إجماعًا. اهـ. وراجع للتفصيل أكثر في هذا الموضوع الفتوى رقم: 134029.
وأما ما يتعلق بالفيزياء المعروفة الآن في المواد الدراسية فلا تدخل في هذا.
والله أعلم.