الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من المعلوم عند المسلم أن الكذب حرام، ولا يجوز إلا في حالات خاصة، كما في حديث أم كلثوم بنت عقبة- رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا أعده كاذبا: الرجل يصلح بين الناس ولا يريد به إلا الإصلاح، والرجل يقول في الحرب، والرجل يحدث امرأته، والمرأة تحدث زوجها. رواه أبو داود.
وجاء في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب عند ذكر الأمور التي يرخص فيها في الكذب: فَهَذَا مَا وَرَدَ فِيهِ النَّصُّ, وَيُقَاسُ عَلَيْهِ مَا فِي مَعْنَاهُ, كَكَذِبِهِ لِسَتْرِ مَالِ غَيْرِهِ عَنْ ظَالِمٍ، وَإِنْكَارِهِ الْمَعْصِيَةَ لِلسَّتْرِ عَلَيْهِ, أَوْ عَلَى غَيْرِهِ مَا لَمْ يُجَاهِرْ الْغَيْرُ بِهَا، بَلْ يَلْزَمُهُ السَّتْرُ عَلَى نَفْسِهِ وَإِلَّا كَانَ مُجَاهِرًا. اهـ
وعلى ذلك فإنه لا حرج عليك –إن شاء الله تعالى- فيما قلت بقصد الستر على أبيك ما دام غير مجاهر؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. رواه مسلم. وانظر الفتوى رقم: 118386.
وكان ينبغي لك أن تستعمل التورية والمعاريض، وتقول لقد ترك الخمر وتقصد أنه تركها فترة من الزمن أو ما أشبه ذلك تفاديا للكذب وتحصيلا لمصلحة الستر؛ فقد قال عمر -رضي الله عنه-: إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب. رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
وعليك مع ذلك أن تنصح أباك برفق ولين، وتبين له حرمة الخمر وما يترتب على تناولها من الفضيحة في الدنيا والعذاب في الآخرة.
والله أعلم.