الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن هذه حاله فهو على خطر عظيم، وواجبه أن يرعوي من فوره هذا عن غيه وسفاهته، ويذر اتباع من لا يحل اتباعه، وأن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى قبل فوات أوانها.
ثم ليعلم هؤلاء أنه ليس بأحد أسوة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا ما كان على وفق شريعته، وليس لأحد أن يرغب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم فعلًا أو أمرًا, ويكفي زاجرًا عن ذلك ما رواه ابن خزيمة في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رغب عن سنتي فليس مني. وقد ربط الله تعالى طاعته بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم, وجعل اتباعه علامة على محبته, وسببًا لدخول الجنة.
قال الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-: لا حجة في قول أحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كثروا، ولا في قياس ولا في شيء، وما ثم إلا طاعة الله ورسوله بالتسليم.
ويقول ابن عثيمين: الإمام الذي يُقتدى به سواء كان إمامًا في التنفيذ، أو إمامًا في العلم، فإنه يجب عليه أن يتحرى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه يقتدى به, فأي فعل يفعله سوف يقتدي به الناس، والناس في هذا المقام بالنسبة إلى القدوة بين أمرين: بين محتج بفعله على ما يهواه، وبين محتج عليه بمخالفته.
وراجع للبسط في هذا المعنى الفتوى: 2135.
والله أعلم.