الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كتاب الأنوار في شمائل النبي المختار صلى الله عليه وسلم للإمام البغوي كتاب نفيس في بابه، جمع فيه مؤلفه زبدة مما في الشمائل من غير تطويل ممل، ولا تقصير مخل، وهو مأثور في معظمه بالأسانيد المتصلة إلى منتهاها.
أما مؤلفه: فهو إمام من أئمة السنة، وعلم من أعلام الأمة، عقيدة وسلوكًا ومنهجًا، وقد أثنى عليه الأئمة، وزكاه الأجلة، واستطار ذكره وعلمه في الآفاق، وهذا بعض ما قيل عنه:
يقول عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: الشيخ، الإمام، العلامة، القدوة، الحافظ، شيخ الإسلام، محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي، الشافعي، المفسر، صاحب التصانيف. اهـ.
ويقول عنه أيضًا: وكان البغوي يلقب بمحيي السنة، وبركن الدين، وكان سيدًا إمامًا، عالمًا علامة، زاهدًا قانعًا باليسير، كان يأكل الخبز وحده، فعذل في ذلك، فصار يأتدم بزيت. اهـ.
ويقول عنه أيضًا: بورك له في تصانيفه، ورزق فيها القبول التام؛ لحسن قصده، وصدق نيته، وتنافس العلماء في تحصيلها، وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة، وكان مقتصدًا في لباسه، له ثوب خام، وعمامة صغيرة على منهاج السلف حالًا وعقدًا، وله القدم الراسخ في التفسير، والباع المديد في الفقه. اهـ.
وقال عنه ابن كثير: وكان دينًا عالمًا عاملًا على طريقة السلف ومنهجهم، وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة.
وللمزيد راجع الفتوى: 57143.
وبالجملة: فكتاب الأنوار نفيس في بابه، ولا غضاضة في أن يعتمد عليه طالب هذا الفن، وحسبه مؤلفه برهانًا.
والله أعلم.