الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا علاج الفتور في فتوانا رقم: 121317.
وأما هذا الحديث: فالأولى أن يكون دافعًا لك إلى الجد والاجتهاد وإحسان العمل, وخاصة إذا قرنته مع حديث عمران بن حصين قال: قيل: يا رسول الله, أعلم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: فقال: نعم, قال: قيل: ففيم يعمل العاملون؟ قال: كل ميسر لما خلق له. رواه البخاري ومسلم, واحذر من الإحباط واليأس؛ لأن هذا هو ما يريده الشيطان ليحزنك, ويقنطك من رحمة الله؛ حتى تترك العمل الصالح فيهلكك بعد ذلك, وعليك بكثرة الدعاء والتضرع إلى الله أن يحميك من الوساوس التي قد تضرك.
أما كيف ينجو المرء ولا يكون ممن سبق عليه القول بأنه من أهل النار: فاعلم أنه لا يعلم أحد منا أهو من أهل الجنة أم من أهل النار, وإنما هذا غيب يعلمه الله وحده, لكن الطريق إلى النجاة من النار هي عبادة الله تعالى, ولزوم طاعته والعمل بشريعته, قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ {آل عمران:185}.
وننصحك بملازمة الصالحين, وسماع دروس العلم, والتفقه في الدين, وكثرة ذكر الله, فإنه يطمئن القلوب, كما نسأل الله تعالى لنا ولك الخاتمة الحسنة.
والله أعلم.