الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث بهذا اللفظ المذكور أخرجه أبو يوسف في الآثار عن أبي حنيفة، عن عبد الكريم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال حين ينصرف من صلاة الفجر قبل أن يتأخر من مكانه: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات؛ كتبت له بها عشر حسنات، ومحي عنه بها عشر سيئات، ورفع له بها عشر درجات، وكان في جوار الله تعالى حتى يمسي، ومن قالها حين ينصرف من المغرب قبل أن يتحرك من مكانه؛ كان له مثل ذلك.
وله شواهد من معناه كثيرة ليست فيها هذه الزيادة (وكان في جوار الله تعالى) وأقرب هذه الشواهد ما أخرجه الألباني في صحيح الجامع: عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال حين ينصرف من صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. عشر مرات. أعطي بهن سبعا: كتب الله له بهن عشر حسنات، ومحا عنه بهن عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، وكن له عدل عشر نسمات، وكن له حفظا من الشيطان، وحرزا من المكروه، ولم يلحقه في ذلك اليوم ذنب إلا الشرك بالله. ومن قالهن حين ينصرف من صلاة المغرب أعطي مثل ذلك ليلته. رواه ابن أبي الدنيا، والطبراني بإسناد حسن، واللفظ له.
قال الألباني: حسن لغيره.
ولم نقف بعدما تيسر من البحث على من تكلم على رتبة هذا الحديث تصحيحا أو تضعيفا، وبكل حال فلو فرضنا ضعفه فلا حرج في الأخذ به لتحقيق هذه الفضيلة التى اشتمل عليها.
قال الإمام النووي في الأذكار: ويستحب العمل في الفضائل، والترغيب والترهيب، بالضعيف؛ ما لم يكن موضوعا. اهـ
والله أعلم.