الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا بالفتوى رقم: 8757 كيفية اختيار من تصلح زوجة، والسبيل إلى معرفة دينها وخلقها. وإذا كانت المرأة تحافظ على الفرائض من صلاة، وصوم، وحجاب ونحو ذلك، وتجتنب الكبائر من تضييع الفرائض، والوقوع في الغيبة، والنميمة مثلا فهي ذات دين في الجملة. فصغائر الذنوب لا يسلم منها أحد، ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم .
وليس هنالك أسئلة يجب أن توجه للمخطوبة عند الخطبة، ولكن لا بأس بسؤالها عما تحتاج إلى معرفته ما دام الكلام في حدود الأدب والشرع؛ هذا مع العلم بأن المخطوبة أجنبية عن خاطبها حتى يعقد له عليها، فيجب عليه التعامل معها على هذا الأساس.
ولا يجوز لها العمل بعد الزواج إلا بإذنك، فيجوز لك منعها منه، إلا إذا اشترطته عليك، ووافقت عليه، فلا يحق لك منعها منه إلا لمسوغ شرعي كاختلاط ونحوه. وراجع الفتوى رقم: 109348. وينبغي أن يكون هذا الأمر واضحا قبل الزواج تجنبا لأسباب النزاع. وإذا لم يوجد سبيل للاتفاق، أو أصرت على العمل بعد الزواج ولو مع الاختلاط فالأولى الإعراض عنها وخطبة غيرها. والله تعالى يغني كلا منكما من سعته وكان الله واسعا حكيما.
والله أعلم.