الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته من أن انشراح الصدر لفعل مّا ليس برهانًا في الاستخارة على اختيار الله له هو القول الراجح، يقول ابن الزملكاني: إذا صلى الإنسان ركعتي الاستخارة لأمر فليفعل بعدها ما بدا له, سواء انشرحت نفسه له أم لا، فإن فيه الخير وإن لم تنشرح له نفسه, قال: وليس في الحديث اشتراط انشراح النفس. وفي الفتوى رقم: 128150 مزيد حول هذا المعنى فراجعها.
أما ما سألت عنه: فلا نعلم حدًا للعسر بحيث إذا بلغه الشخص عد ذلك دليلًا على أن الخير في عدمه، بل الذي دلت عليه الأدلة أن المستخير يمضي لما بدا له من أمره، فإذا تسير له ما نوى فالخير في ذلك، وإن لم يتيسر فالخير في صرفه عنه، قال الشيخ ابن عثيمين: إذا قدر له أن يكون الشيء فهذا دليل على أن الله تعالى اختار له أن يكون، وإذا صرف عنه بأي نوع من الصوارف دل على أن الله تعالى اختار له ألا يكون. وراجع الفتاوى: 160347 / 148183 / 145571.
لكننا نقول: ما دمت قد شرعت في هذا العمل فاستعن بالله تعالى, وتوكل عليه ولا تعجز, ولا تتعجل في أمرك، واستشر أهل النصيحة والرأي في أمرك، ولا تتخل عما أنت فيه إلا بعد أن يتبين لك وجه المصلحة في ذلك.
والله أعلم.