الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على هذا الكلام المنسوب للعلامة ابن عثيمين - رحمه الله -، فإن صحت نسبته إليه بلفظه أو بمعناه فلا ريب في أنه يريد به من يستحل ما علم من الدين بالضرورة تحريمه, أو يجحد ما علم من الدين بالضرورة ثبوته شرعًا، ومن المعلوم أن الشيخ لا يرى حرمة التمثيل إذا انضبط بالضوابط الشرعية.
وعلى كل فإن كان هؤلاء الممثلون يفعلون ما علم من الدين بالضرورة تحريمه - كالزنى وشرب الخمر مثلًا - وكان هذا الشخص يكرمهم معتقدًا حل ما يفعلونه من المنكر المعلوم بالضرورة تحريمه فهو على خطر عظيم، فإن استحلال ما علم من الدين بالضرورة أنه محرم كفر ناقل عن الملة - والعياذ بالله - ولكن لا بد من تحقق استيفاء الشروط وانتفاء الموانع, وأن يكون هذا الشخص قد قامت عليه الحجة, وتبين له حرمة هذا الأمر، وانظر الفتوى رقم: 178443, وإن كان يكرمهم لغرض آخر كأن كان يتلذذ بمشاهدة قبائحهم , فهذا من جنس المعاصي التي تستوجب التوبة إلى الله تعالى, ولا يكون بمجرد ذلك كافرًا، ولبيان موجبات الردة انظر الفتوى رقم: 146893.
ولا يفوتنا أن نحذر من الغلو في هذا الباب, وإطلاق الكفر على من لم يتبين بالدليل القاطع أنه فعل ما يكفر به، ونحذر كذلك من الوسوسة في هذا الباب, فإنها تفضي إلى شر عظيم.
والله أعلم.