الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى, وذلك بالإقلاع عن الذنب, والندم على فعله, والعزم على عدم العود إليه، مع الستر, وعدم المجاهرة بالذنب، ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية, ويقطع الطرق الموصلة إليها, ويحسم مادة الشر، فالواجب عليك أن تتركي هذا العمل فورًا, ولا يحل لك البقاء فيه على هذه الحال، فهو عمل محرم غير جائز, فضلًا عما حصل بينك وبين الرجل من المنكرات، واعلمي أن المرأة مأمورة بالحجاب الذي يصون عفتها ويحفظ حياءها, سواء خرجت للعمل أو غيره من الأغراض المباحة, وانظري الفتوى رقم: 43673، وللحجاب الشرعي شروط سبق بيانها في الفتوى رقم: 6745, وإذا كنت مضطرة إلى العمل فابحثي عن عمل مباح, لا يعرضك لخلوة, أو اختلاط محرم بالرجال، وراجعي ضوابط عمل المرأة في الفتويين: 522، 3859.
ولا مانع من عرض نفسك على رجل صالح ليتزوجك بضوابط وآداب بيناها في الفتوى رقم: 108281.
واعلمي أنّ من يتمسك بدينه ويتوكل على ربه فسوف يكفيه كلّ ما أهمه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}.
والله أعلم.